موضوع: من هدي النبوة الخميس يونيو 12, 2008 1:19 pm
من هدى النبوة
عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَجُلاً قَدِمَ مِنْ جَيْشَانَ (وَجَيْشَانُ مِنَ الْيَمَنِ) فَسَأَلَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذّرَةِ يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ؟ فَقَالَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَمُسْكِرٌ هُوَ؟" قَالَ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. إِنّ عَلَى اللّه عَزّ وَجَلّ عَهْداً لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ، أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: "عَرَقُ أَهْلِ النّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النّارِ". قال الله تعالى : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) [سورة المائدة /90]. والأمر بالاجتناب هو من أقوى الدلائل على التحريم وقد قرن الخمر بالأنصاب؛ وهي آلهة الكفار وأصنامهم، فلم تبق حجة لمن يقول إنه لم يقل هو حرام وإنما قال فاجتنبوه!!. وقد تنوعت أنواع الخمور والمسكرات في عصرنا تنوعا بالغا وتعددت أسماؤها عربية وأعجمية، فأطلقوا عليها البيرة والجعة والكحول والعرق والفودكا والشمبانيا وغير ذلك ، وظهر في هذه الأمة الصنف الذين أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم عنهم بقوله : " ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها" فهم يطلقون عليها مشروبات روحية بدلا من الخمر تمويها وخداعا ( يخادعون الله والذين آمنوا ما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) [سورة البقرة /9] . وقد جاءت الشريعة بالضابط العظيم الذي يحسم الأمر ويقطع دابر فتنة التلاعب وهو ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم :" كل مسكر خمر وكل مسكر حرام " فكل ما خالط العقل وأسكره فهو حرام قليله وكثيره . ومهما تعددت الأسماء واختلفت فالمسمى واحد والحكم معلوم . وأخيرا فهذه موعظة من النبي صلى الله عليه وسلم لشراب الخمور ، قال عليه الصلاة والسلام : " من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا ، وإن مات دخل النار ، فإن تاب ، تاب الله عليه ، وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب ، تاب الله عليه، وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا ، فإن مات دخل النار وإن تاب ، تاب الله عليه ، وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة قالوا يا رسول الله وما ردغة الخبال قال : عصارة أهل النار" . وإن كانت هذه هي حال الذين يتعاطون الخمر فكيف تكون إذن حال الذين يتعاطون ما هو أشد ويدمنون على